ماهو الخطاء الطبي؟

ماهو الخطاء الطبي؟

تعلمها حتى لا تظلم الطبيب ولاتضر بصحتك

كثر حديث الناس عن الخطأ الطبي فكل وفاة وكل عاهة مستديمة صارت مربوطة في أذهان الجميع بخطأ طبي ولكن هل يعرف المتحدثون من مواطنين وإعلاميين ما هو الخطأ الطبي الذي يجرمه القانون

كثرت الأمراض والعاهات والجانب المناعي في تدهور مستمر في عصرنا الحالي لعدة أسباب متعلقة خصوصا بنمط الحياة :

- المرأة التي كانت تلد عشرة أبناء ولا تشتكي من أي مرض صارت تصاب بالسكري وارتفاع الضغط وامرراض اخرى من أول حمل

- المرأة التي كانت تلد جل أبنائها في البيت صارت تموت عند المخاض في قاعة الولادة في اول ولادة

- الجرح الذي كان يتماثل للشفاء بلا دواء ولا ضمادات رغم الأوساخ والغبار صار يصل إلى قطع الأطراف بعد تعفنها.

- المسن الذي كان يعيش بضغط دم عالي دون أن يعرف أصلا بأنه مريض صار يصاب بشلل وجلطة دماغية عند ارتفاع ضغطه.

ولهذا فلا يمكن ان نحكم إجمالا ونحمل المسؤولية للطبيب عن كل عاهة ونعتبرها خطأ طبيا.

الخطأ الطبي يكون قائما إذا توفرت فيه القواعد التالية :

1- عدم إتباع الأصول العلمية للمهنة:فالطبيب مسؤول على طريقة الفحص وإتباع النمط العلمي في التشخيص ولكنه ليس مطالبا لا شرعا ولا قانونا بالنتيجة لأن عليه الأسباب والنتيجة على الله (الشفاء بيد الله) ولينظر كل منا في حياته سيجد انه يقوم بمجهودات ولكن الله لم يكتب له أن يصل إلى النتيجة التي يرجوها هو .كما أن طبيعة الأمراض صارت تختلف بين السابق والحاضر وتختلف بين مريض وأخر وعند نفس المريض من حالة لأخرى فلا يجب أن نقارن الطب بالرياضيات التي نتيجتها محتومة1 +1 =2 . وبالتالي يعتبر الطبيب مقصرا إذا لم يطبق الطريقة الصحيحة أو جرب قواعد غير متفق عليها طبيا.وبهذا فلا يمكن الحكم على الخطأ الطبي إلا من طرف أشخاص لهم دراية بأصول الطب

2- الجهل : أي شخص يطبق أمور ليست ضمن مساره التعليمي والمهني وليس له تكوين عليها كأن يعمل طبيبا عاما عملا لا يجب أن يعمله إلا طبيب مختص.أو ممرض يعمل عمل طبيب.أو عشاب يبيع أدوية صيدلانية.

3- الخطأ : وهنا نتحدث عن نوعين من الخطأ.هناك أخطاء ناتجة عن الإهمال والتقصير وهذه يعاقب عليها القانون والشرع ومرتكبها مدان ومطالب باصلاح الضرر وتعويض المريض مع العقوبة..لكن هناك أخطاء غير مقصودة نتيجة الطبيعة البشرية كأن يسلك الطبيب الطريق الصحيح ولكنه لا يتوصل إلى التشخيص المناسب أو ان يجري الجراح عملية جراحيه فيموت المريض بسبب نزيف حاد اثناء العمليه يؤدي بحياته رغم محاولات السيطرة عليه ويدخل هذا في باب انه لكل عمل علاجي يقوم به الطبيب خطر (القاعدة الطبية تقول لا يوجد علاج طبي خطورته تساوي 0) فهذه أخطاء لا يعاقب عليها لا القانون ولا الشرع مادام الطبيب قد سلك الطريق الصحيح ويتم تعويض المريض عن طريق التامين أو الخزينة.

4- العلاقة بين الخطأ والضرر: وهذا ما تثبته الخبرة الطبية حيث يتم عرض المريض على طبيب خبير فيتأكد إذا كان الضرر نتيجة خطأ الطبيب أو نتيجة مضاعفات أخرى..فمثلا وفاة امرأة أثناء إنجابها قد يظنه أهلها نتيجة تأخر القابلة في توليدها في حين يكون ذلك نتيجة ارتفاع ضغط الدم أو نسبة السكر في الدم بطريقة مفاجئة أثناء الولادة أو نتيجة مرض سابق لم تخبر قابلتها أو طبيبها به لكن الطبيب الشرعي قادر على ابراز السبب.

أخيرا يجب أن أنبه إلى أنه علينا أن ندع الحكم والنقد لأصحابه.فالطبيب لا يحكم على كفاءته إلا طبيب أكفأ منه والعالم لايقيمه إلا من هو اعلم منه وكل مجال له أناسه